Friday 16 December 2016

إيران وديدانها الطفيلية


إيران وديدانها الطفيلية مركز التأصيل للدراسات والبحوث كديدان طفيلية تتشبث بأذرعها القوية على جدر أمعاء الأمة الإسلامية لتمتص منها خلاصة الغذاء، ولا تترك الجسم إلا بعد أن تتمكن منه فتصيبه بالهزال والضعف، ويتعرض لخطر الموت, مثلها تماماً تنمو تلك البؤر الشيعية في أرض السنة، فتحاول أن تثبت أفرادها، وتدفعهم دفعاً للتماسك والبقاء في أرض السنة تحت أي مسمى، وتجعلهم كأذرع الإخطبوط تنمو في كل اتجاه بحيث يصعب أو يستحيل اقتلاعها، وبعدها تنمو وتتكاثر لتتمكن من كل مفاصل الجسد الإسلامي. ففي أحداث ساخنة لا تجد متفرغين من الدعاة الإسلاميين لدرء خطرهم بعد أن شغلوا في ميادين السياسة، وبعد أن كثرت خلافاتهم، واشتدت وابتعدت الهوة بينهم انتظاراً لما يمكن أن يكون وهماً لذيذاً يعيش فيه المصريين الذين لا يصدق أغلبهم نفسه أنه ينتخب رئيساً لأول مرة في عمره، بل ربما في عمر مصر منذ قرون عديدة. ففي تلك الأحداث الملتهبة بين التحالفات والتناقضات والتصريحات والتكذيبات، ووسط حالة سيولة سياسية تموج بها مصر؛ جاء مدد من إيران للديدان الطفيلية في مصر, وهو علي الكوراني أحد الملالي الشيعة اللبناني الجنسية الإيراني العقيدة والهوى والإقامة، حيث يقيم مع من يسمون بالحوزة العلمية بمدينة قم، والذي يحظى أيضاً بمباركة شديدة من كبار مراجع الشيعة في النجف بعد تخصصه في التبشير بمقدم مهديهم المنتظر الذي سيأتي، ويقتل السنة، ويخرج الصديق أبا بكر وابنته الصديقة المطهرة والفاروق عمر من قبورهم ليحاكمهم ويعذبهم، ثم يعدمهم على أفعالهم بحسب اعتقادات هؤلاء الضلال الذي لا يرعون حرمة للصحابة، ولا للرسول صلى الله عليه وسلم. ففي حالة غياب الأمن المصري الذي لم يكن يقوم ولا يتحرك إلا على أجساد الإسلاميين فقط, وبعد أن أصبح صيدهم وهدفهم الأكبر غير مطارد؛ انفرط عقدهم، ولم يعملوا شيئاً للحفاظ على أمن مصر القومي؛ دخل الكوراني مصر دون عناء ولا متابعة، وعقد الندوات والمحاضرات لتشييع المسلمين فيها بحضور عدد كبير من الناس. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل حدث ما لم يحدث في مصر ربما منذ أيام الاحتلال العبيدي لمصر, فاجتمع عدد من الشيعة المصريين بينهم عدد من النساء - كطبيعة خاصة بدين الشيعة الباطل - لإقامة لطمية في بيوت المصريين يضربون فيها الصدور، ويلطمون فيها الخدود، ويشقون فيها الجيوب، ويختلط رجالهم بنسائهم فيما يسمونه إحياء لذكرى مقتل آل البيت كما يحدث من الشيعة في كل مكان. ولم تكن الغفلة غفلة جهاز أمني فقط بل كانت غفلة جماعية من العديد من الأطراف المسئولة عن إدارة الشأن المصري, فكانت غفلة حكومة لا تعنيها عقيدة المصريين بقدر ما تعنيها أموالهم في فترة أصبح كل همها تصريف الأعمال، أو تسييرها بحسب ما يسميها الإعلام في تلك الفترة، أو أصبح همها عرقلة الأعمال كما يتهمها بذلك البرلمان المصري, وأيضاً غفلة المجلس العسكري الذي يدير شئون البلاد الذي أصبح همه كله أن يبحث في مصيره بعد وجود رئيس اقترب حسم اسمه. وغفلة من الأزهر الذي اهتم إداراته بمتابعة أفراده من الخطباء والوعاظ فقدم منهم وأخر، بل ومنع عدداً من الخطباء بناء على تقارير وملاحظات وأوامر من إدارات أمن الدولة, بل ربما صار الأزهر والأوقاف لا يرقون لأكثر من مجرد سكرتارية ينفذون تعليمات جهاز أمن الدولة, ولهذا لا يزال الكثير منهم يتحركون بهذه العقلية, ولا عجب فقد كانت الطلبات التي تقدم للانتساب لمعاهد الدعاة على مستوى جمهورية مصر بكاملها تقدم باسم السيد مدير مباحث أمن الدولة، ويطلب صاحبها الموافقة على التحاقه بمعهد إعداد الدعاة، فهل يُتوقع من هؤلاء أن يتحركون في قضية - أي قضية - دون أن يأتي بها إذن أو تكليف وأوامر من قيادتهم كالطريقة التي اعتادوها دوماً؟! وأيضاً غفلة من مجلس الشعب المصري الذي ربما تواجهه مشاكل ضخمة لإرث مثقل بالمصائب تركه النظام الفاسد السابق، وتشارك فيه حكومات فاشلة تصطنع الأزمات؛ لا أن تشارك في حلها، ومنها الحكومة الحالية التي تتعالى على مجلس الشعب، وترفض مراقبته لها, لكن غفلتهم تكمن في طرح بعضهم - ومنهم أعضاء من حزب الحرية والعدالة - لفكرة أن تشارك إيران باستثمارات داخل مصر في الصعيد وغيرها، ويتدخلون في مصالح حيوية للمواطن، وساعتها ينشرون فكرهم الخبيث ومظاهرهم الشركية في مصر, فطرحت الفكرة ولم تلق مقاومة ولا رفضاً لها إلا بقياسها بالمعايير الاقتصادية فقط، وهذه ينبئ بخطر داهم إذا كانت المعايير الاقتصادية أو السياسية هي فقط معايير حكمنا على قبول أو رفض تلك الاستثمارات. وعلى الرغم من اكتساب تلك الديدان الطفيلية الشيعية كل يوم أرضاً جديدة في أرض الإسلام، ويوسعون نشاطهم ويكثرون؛ إلا أن الإدارة الإيرانية حازمة جداً في رفض أي مظهر سني داخل إيران لأنهم قوم منتبهون ومتوحدون على قضية وهدف, وهذا حق لابد من الاعتراف به, فمنعت إيران دور نشر سنية من المشاركة بكتب في معرضها للكتاب، وأغلقت أمامهم الأبواب, وجمعوا الكتب التي تنطق بأصول الدين والتاريخ الحق التي تبرز أن الإسلام سني، والخليج عربي، وأن إيران دولة صفوية حاقدة لم تعمل للدين الإسلامي يوماً؛ لأن هذه الكتب تروج للوهابية كما زعموا وتلك حجتهم الدائمة. فهل نظل على غفلتنا وعدونا منتبه ويقظ, وهل يهزم أهل الحق لغفلتهم وانتباه ويقظة أهل الباطل, وهل ستظل تلك الديدان الطفيلية تنمو وتترعرع داخل بلادنا لتمتص دماء أبنائنا.

No comments:

Post a Comment